ثقافة الصحة والسلامة في مكان العمل
الكفر والإيمان
يا لها من بداية!! لكن لا تقلق, لازال الموضوع متعلقاً بالصحة والسلامة لكن هذه طريقتي لشرح الموضوع و أتمنى أن ترى المعنى بعد قراءته كاملاً
لكل فردٍ منا طريقة و اسلوب للتعامل مع الأمور اليومية ولكل منا دينُهُ و إيمانه. فإذا نظرنا إلى مجتمعنا المحلي فنرى أن هناك الملتزمون بعاداتهم وتقاليدهم و الملتزمون بدياناتهم وإيمانهم وفي المكان الذي نعمل به يومياً أيضا نرى من هو ملتزم بقوانين العمل واللوائح والتعليمات ومنهم من لا يلتزم وهناك أيضاً المَوسِمِيون أي أنهم يلتزمون قليلاً ولكن هذا فقط عند رغبتهم.
التعريف
ثقافة الصحة والسلامة في مكان العمل تعني المواقف والقيم والمعتقدات والسلوكيات المشتركة وقد تكون كل هذه النقاط سلبية أو إيجابية سلبية أو إيجابية
الصلة بين الثقافة الإيجابية والأداء الجيد في العمل
نلاحظ دوماً أن المؤسسات ذات الثقافة الإيجابية للصحة والسلامة يكون أداؤها أفضل وإنتاجها أعلى من المؤسسات التي لها ثقافة سلبية للصحة والسلامة
التقييم
يمكننا وبسهولة تامة أن ننظر إلى أي مؤسسة أو شركة ونقييم ثقافتها للصحة والسلامة من خلال النظر إلى بعض المؤشرات مثل الحوادث ومعدلات المرض والغياب وتغيير الموظفين ومدى التزام المؤسسة بالقوانين المحلية الخاصة بالصحة والسلامة ومستوى شكاوى العاملين بها. فإن كانت الأرقام تشير الى الوفرة, فإن هذه مؤشراتٌ تدل على الثقافة السلبية
المثل الأعلى للعاملين
كالأطفال تماماً, فإن العاملين في مكان واحد ينظرون إلى قدوتهم في مكان العمل ويفعلون ما يفعلون أو يمتنعون عن الأمور التي يمتنع عنها قدوتهم مع بعض الإستثناءات. فإذا كان مكان العمل ممتلأً بالناس المحبة للعمل بسلامة وإتباع القوانين, فإن تأثيرهم سيكون إيجابياً على العاملين الجدد وستكون هذه السلوكيات كالعدوى وتتفشى بين العاملين. وللأسف الشديد فإن العكس صحيح في بيئة العمل التي تكون لها ثقافةً سلبية للصحة والسلامة فإن الأغلبية العظمى من العاملين سيميلون إلى عدم الإنصياع إلى تعليمات الصحة والسلامة وتكون الإنتاجية ذات أهمية أعظم عندهم لأن ذلك هو المثال المقتدى به من قبل المدراء وهذه هي تعليمات الإدارة
الإيمان
يؤمن الموظفون في المؤسسة ذات الثقافة الايجابية بأهمية الصحة والسلامة في مكان العمل ذلك لأنهم مدربون ومتعلمون من هذا الجانب. وأيضاً لأن هناك سياسة قوية من الإدارة العليا للمؤسسة حيث تقوم بتوجيههم إلى فعل الصواب و الإلتزام بالقوانين واللوائح ليس لأنهم مجبرون على ذلك لكن لأنه التصرف الصحيح. فإذا كان هذا إيمان المؤسسة من القمة إلى أدنى مستوى فيها, فلابد لنا أن نكون متأكدين أن ثقافة الصحة و السلامة في هذه المؤسسة من النوع الإيجابي لأن المدراء يخرطون تأثير الصحة والسلامة في كل قراراتهم والعاملين في المؤسسة لهم نفس الرأي
هذه طريقتنا
الإلتزام أو عدمه يعتمد على المؤسسة, فمن الممكن أن تعمل في شركةٍ لا تلتزم بقوانين ولا تستمع لشكاوى الموظفين أو على الأقل, لا تأخذها على محمل الجد ولك صديق أو زميل يعمل في شركةٍ اخرى تلتزم بكل القوانين وتتابع كل شيئ وهي ملتزمة بكل التعهدات المذكورة بسياسة الشركة من أعلى الإدارة إلى أدناها وهذا ببساطة يدل على طريقة جريان الأمور بهذه الشركة أو تلك
الإشتراكية
تكون ثقافة السلامة في مكان العمل مسألةً إشتراكية, فكما قرأنا آنفاً فإن ثقافة السلامة تدل على الرأي السائد وطريقة العمل في أي مؤسسة. فإما أن يكون لديك الغالبية من العمال الذين يتبعون القوانين ويلتزمون أو العكس, فإذا كانت المؤشرات تدل على أن الأغلبية ملتزمون, فهذا يدل على الثقافة الإيجابية وإذا كانت المؤشرات تدل على العكس فتلك منظمة ذات ثقافة سلبية.
القيادة الماهرة
لكل إدارة قادة. حيث تقوم قيادة المنظمة بممارسة عملها وتقود الموظفين بالطريقة التي يعرفونها. فإذا كانت القيادات تفتقر إلى المهارة للعمل والقيادة بسلام, فهذا مؤشر ثقافة سلبية للمنظمة حيث أن كل من تحتها سيمتثل لتعليماتها وإذا كانت التعليمات خاطئة, فذلك سيؤثر على المؤشرات في المستقبل القريب. أما إذا كانت القيادات ماهرة ولها القدرة على القيادة الفعالة, فإنها ستلتزم بتعليمات الإدارة وتقوم بتنفيذها حرفياً وتسود ثقافة الصحة والسلامة الإيجابية بين العاملين
الحوادث
المنظمات التي ليس لها سياسة واضحة تجاه الصحة والسلامة و تفتقر إلى القيادات وليس لها أي جدول لتدريب العاملين عادةً ما يحدث لها حوادث بليغة في مكان العمل. وهذه الحوادث عادةً ما تكلّف المنظمة مبالغاً طائلة من الأموال سواءً كانت تكاليف مباشرة أو غير مباشرة. عدم وجود ثقافة سلامة ايجابية في مكان العمل يشير الى أن العاملين سيميلون كل الميل إلى العمل بسرعة لكي ينجزوا مهامهم ويذهبوا إلى ديارهم مبكراً مما يجعلهم أكثر عرضةً للحوادث.
لوم الموظفين
هناك وللأسف الشديد, العديد من الشركات التي تتبع نظام اللوم في إدارتها وهذه مسألة نابعة من جذور الشركة لا أغصانها. حيث أن هناك من الشركات التي يكون لديها حوادث كثيرة في مكان العمل وفي التحقيق عن أسباب الحادث, فإنهم يقومون بلوم العامل ولا يعيرون الأسباب الجذرية ولا المؤشرات التي قادت إلى الحادث أي إهتمام.
الروح المعنوية / مغادرة ذوي الخبرة
بسبب المؤشرات السلبية التي قرأناها إلى الآن فمن المنطقي أن العاملين في المنظمة التي لها ثقافة سلامة سلبية لديهم روح معنوية منخفضة. فإذا أصيبَ عاملٌ عزيزٌ علي أو على أحد الموظفين و كنت على علاقة قويةٍ به وعائلته والآن وبسبب حادثٍ بسيط كان من السهل منعه فإن هذا الصديق أو الزميل فقد ذراعه أو عينه أو أصيب إصابةً بالغةً تمنعه من العمل فإن عواقب هذه الحوادث كبيرة على المجتمع ككل وعلى عائلة هذا الصديق على وجه الخصوص. فإذا رأيت هذا يحدث أمام عيني أو كنت قد سمعت به, فإني سأرحل من هذه المنظمة لأن هذا الشئ حدث لفلان اليوم فمن المؤكد أنه سيحدث لي أو لشخصٍ آخر في المستقبل القريب لأننا نعلم علم اليقين أن سياسة وثقافة السلامة في هذه المنظمة لن تتغير أبداً
الأولوية
إذا كانت المنظمة أو المؤسسة تعطي الأولوية للإنتاج ولا تهتم بالصحة والسلامة, فإن هذا مؤشر سلبي فعلى كافة المنظمات إعطاء الأولوية للصحة والسلامة في جميع قراراتها وأعمالها
التأثيرات الخارجية
إن هناك العديد من المؤسسات التي تستغل حاجة العامل إلى العمل وتقوم بإساءة معاملتهم ولا توفر ظروف ملائمة أو أجواء مساعدة للعمل وأيضاً يهددون القوة العاملة بالطرد أو تلقي إشعارات إنذار. وتقوم بإستغلالهم مستخدمين جملاً ك (إذا لا يعجبك الأمر هنا فبإمكانك الذهاب للبيت أو لمكان آخر) وهم يعلمون علم اليقين أن العامل لا يستطيع أن يجد وظيفةً أخرى سواءً بسبب أحوال السوق الحالية أو لأنهم يهددونهم بأمور اخرى مثل سحب تأشيرات الدخول والإقامة أو ماشابه ذلك
كلمة الختام
كان هذا جزءاً من موضوع مؤشرات الصحة والسلامة وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم المعلومة وشرحها لكم بطريقة مبسطة ومن دون تعقيد. شكراً لزيارتكم و اراكم في الموضوع القادم ان شاء الله
